إجراءات الإفلاس في ظل التغيرات الاقتصادية والتحديات التي تواجه الشركات، أصبحت في أداة أساسية لدعم استدامة الأعمال وحماية الاقتصاد، وهناك العديد من إجراءات الإفلاس في السعودية، ومن بينها يبرز إجراء التسوية الوقائية كأحد الحلول الأكثر فعالية، حيث يهدف إلى تمكين الشركات المتعثرة مالياً من إعادة تنظيم أوضاعها قبل الوصول إلى مرحلة الإفلاس الكامل، ويعكس هذا الإجراء التزام المملكة بتوفير بيئة قانونية مرنة تدعم الشركات في مواجهة الأزمات المالية، مما يعزز الثقة لدى المستثمرين ويساهم في استقرار السوق السعودي، فمن خلال نظام الإفلاس تسعى المملكة إلى حماية حقوق الدائنين وضمان استمرار الأعمال في ظل الأزمات المالية للشركات، وفي هذا المقال سيتم شرح إجراء التسوية الوقائية كإجراء من إجراءات الإفلاس في السعودية.
عرف نظام الإفلاس إجراء التسوية الوقائية بأنه إجراء يهدف إلى تيسير توصل المدين إلى اتفاق مع دائنيه على تسوية لديونه ويحتفظ المدين فيه بإدارة نشاطه، فإجراء التسوية الوقائية في السعودية يعكس تطور الأنظمة القانونية الاقتصادية، حيث يُتيح للأشخاص المتعثرة فرصة لاستعادة التوازن المالي وتجنب الإفلاس، مما يعزز من استدامة الأعمال واستقرار الاقتصاد، هذا الإجراء يُعد خطوة إيجابية نحو تحقيق رؤية المملكة 2030، التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد الوطني وخلق بيئة استثمارية جاذبة ومرنة.
للمدين التقدم إلى المحكمة بطلب افتتاح إجراء التسوية الوقائية في أي من الحالات الآتية:
ويكون جديراً بالتنويه، أنه لا يجوز للمدين التقدم بطلب افتتاح إجراء التسوية الوقائية إذا كان سبق له الخضوع إلى هذا الإجراء أو إلى إجراء التسوية الوقائية لصغار المدينين خلال الاثني عشر شهراً السابقة لطلب افتتاح الإجراء.
هذا ويقيد طلب افتتاح إجراء التسوية الوقائية لدى المحكمة بعد تقديمه مرافقاً له المقترح هو عبارة عن عرض إجراء التسوية الوقائية، حيث يجب أن يتضمن هذا المقترح نبذة عن الوضع المالي للمدين وتأثيرات الوضع الاقتصادي عليه وتصنيف الدائنين إلى فئات إذا تعدد الدائنون وكان هناك اختلاف في طبيعة ديونهم أو حقوقهم، بالإضافة للمعلومات والوثائق ذات العلاقة، ويجب أن يكون المقترح مؤشراً عليه من أمين مدرج في قائمة الأمناء باستيفائه المعلومات والوثائق المطلوبة.
- تحديد موعد نظر طلب افتتاح إجراء التسوية الوقائية
حيث تحدد المحكمة موعداً للنظر في طلب افتتاح إجراء التسوية الوقائية على أن يكون الموعد خلال مدة لا تزيد على أربعين يوماً من تاريخ قيد الطلب، وتبلغ المحكمة المدين بموعد الجلسة خلال خمسة أيام من تاريخ قيد الطلب، وتقضي المحكمة بأي مما يأتي:
وللمحكمة إذا قضت برفض الطلب أن تقضي بافتتاح إجراء الإفلاس المناسب.
هذا ويلتزم المدين بتقديم المعلومات أو الوثائق أو ما يفيد تعديل تصنيف فئات الدائنين إلى المحكمة في الموعد الذي تحدده، وذلك قبل حلول موعد الجلسة المؤجلة، على أن تقضي المحكمة بافتتاح الإجراء أو رفض الطلب، وللمحكمة من تلقاء نفسها أو بطلب من المدين أو أي من الدائنين استدعاء من لديه معلومات أو وثائق ذات صلة بطلب افتتاح الإجراء لحضور جلسة النظر فيه، وعلى المستدعى تزويد المحكمة بما تطلبه من معلومات أو وثائق، كما يكون على المدين تبليغ الدائنين المحددين في المقترح بحكم المحكمة، وإيداع نسخة من الحكم في سجل الإفلاس.
والجدير بالذكر أنه تحدد المحكمة في حكمها الصادر بافتتاح إجراء التسوية الوقائية موعداً لتصويت الدائنين على المقترح، على أن يكون الموعد خلال مدة لا تزيد على أربعين يوماً من تاريخ افتتاح الإجراء إلا إذا رأت في الأحوال التي تقدرها تحديد الموعد بعد ذلك بما لا يتجاوز أربعين يوماً أخرى، ويكون على المدين الإعلان عن افتتاح الإجراء خلال سبعة أيام من تاريخ حكم المحكمة بافتتاحه.
للمدين عند طلب افتتاح إجراء التسوية الوقائية أن يطلب من المحكمة تعليق المطالبات، على أن يرفق بطلبه تقريراً معداً من أمين مدرج بقائمة أمناء الإفلاس يتضمن ترجيحه لقبول أغلبية الدائنين للمقترح وإمكانية تنفيذه.
وللمحكمة تعليق المطالبات لمدة لا تزيد على تسعين يوماً من تاريخ افتتاح الإجراء، ولها تمديد هذه المدة لثلاثين يوماً لمرة أو أكثر بناء على طلب المدين، وفي جميع الأحوال يجب ألا تزيد مدة تعليق المطالبات على مائة وثمانين يوماً.
كما يلتزم المدين بتبليغ دائنيه بقرار المحكمة بتعليق المطالبات فور صدوره، وعليه بذل العناية الواجبة خلال مدة تعليق المطالبات لإقناع دائنيه بالتصويت بالموافقة على المقترح.
والجدير بالإشارة أنه لا يجوز خلال مدة تعليق المطالبات اتخاذ أو استكمال أي من الإجراءات أو التصرفات الآتية:
وللمحكمة من تلقاء نفسها أو بناء على طلب ذي مصلحة أن تقضي باسترداد أي أصول جرى التصرف فيها خلال مدة تعليق المطالبات أو بما تراه مناسباً، وذلك مع مراعاة حقوق الغير حسن النية، وللمتضرر أن يتقدم بدعوى التعويض.
وكذلك تجدر الإشارة إلى أنه توافق المحكمة خلال مدة تعليق المطالبات على طلب التنفيذ على أصول التفليسة أو أصول الضامن لدين المدين المقدمة كضمانات في الحالتين الآتيتين:
لا يصوت على المقترح إلا الدائن أو المالك الذي يرتب المقترح أثراً في حقوقه النظامية أو التعاقدية، وإذا تضمن المقترح ما يؤثر في حقوق الملاك، وجب على المدين دعوتهم إلى التصويت عليه وفقاً لما تنص عليه الأنظمة ذات العلاقة، على أن يكون تصويتهم سابقاً لتصويت الدائنين.
وإذا تعدد الدائنون وكان هناك اختلاف في طبيعة ديونهم أو حقوقهم، فعلى المدين تصنيفهم إلى فئات، ويصوت الدائنون على المقترح وفقاً للإجراءات الواردة فيه بعد تصويت الملاك بقبوله إن وجد، كما يكون المقترح مقبولاً إذا صوتت بالموافقة عليه كل فئة من فئات الدائنين، وتعد الفئة موافقة إذا صوت بالموافقة على المقترح دائنون تمثل مطالباتهم ثلثي قيمة ديون المصوتين في الفئة ذاتها، وكان من ضمنهم دائنون تمثل مطالباتهم أكثر من نصف قيمة ديون الأطراف غير ذوي العلاقة إن وجدوا.
هذا وإذا قبل الدائنون المقترح، فعلى المدين أن يطلب من المحكمة التصديق عليه، وعليه قبل تقديم طلبه أن يبلغ الدائنين بذلك، وتحدد المحكمة موعداً لجلسة التصديق عليه.
وينوه بأنه لا يترتب على افتتاح إجراء التسوية الوقائية والتصديق على المقترح إعفاء المدين من التزاماته المتعلقة بنشاطه بموجب الأنظمة الأخرى.
يلتزم المدين عند اكتمال تنفيذ الخطة بتقديم طلب إلى المحكمة للحكم بإنهاء إجراء التسوية الوقائية مرافقاً له المعلومات والوثائق المطلوبة، وعليه إبلاغ الدائنين بالطلب قبل تقديمه ولكل ذي مصلحة حق الاعتراض على هذا الطلب أمام المحكمة خلال أربعة عشر يوماً من تقديم المدين للطلب.
كما تقضي المحكمة بإنهاء إجراء التسوية الوقائية في أي من الحالات الآتية:
هذا ويلتزم المدين بإيداع حكم المحكمة بإنهاء الإجراء في سجل الإفلاس، خلال مدة لا تزيد على خمسة أيام.
وفي الختام، يُظهر حرص المملكة العربية السعودية على وضع ضوابط واضحة لإجراء التسوية الوقائية التزامها بدعم كافة الأشخاص ومساعدتهم في تجاوز الأزمات المالية قبل الوصول إلى مرحلة الإفلاس، فمن خلال إجراء التسوية الوقائية توفر المملكة إطاراً قانونياً يحقق التوازن بين حماية حقوق الدائنين وضمان استمرارية الأعمال، مما يعزز استقرار الاقتصاد الوطني ويشجع على النمو المستدام، حيث تتماشى هذه الجهود مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى خلق بيئة اقتصادية مرنة وجاذبة للاستثمار، وتعكس التزام المملكة بتوفير الحلول القانونية التي تدعم الشركات في مواجهة التحديات المالية بكفاءة وشفافية.
إجراءات الإفلاس في السعودية تخضع لنظام الإفلاس رقم (م/50) الصادر عام 1439هـ، الذي يهدف إلى تنظيم قضايا الإفلاس بطرق تضمن التوازن بين حقوق الدائنين والمدينين وتشجع على الاستمرارية الاقتصادية للشركات المتعثرة، يقدم المحامون المتخصصون في الإفلاس شركة د. فهد الرفاعي وشركاؤه للمحاماة والاستشارات القانونية مجموعة واسعة من الخدمات القانونية لمساعدة الأفراد والشركات في التعامل مع إجراءات الإفلاس وفقاً لهذا النظام، وفيما يلي أهم الخدمات القانونية المتعلقة بإجراءات الإفلاس في السعودية:
لطلب خدمات تقديم طلبات الإفلاس في السعودية لا تترددوا في الاتصال بنا في شركة د. فهد الرفاعي وشركاؤه للمحاماة والاستشارات القانونية من خلال رقمنا 920012753 أو عبر البريد الالكتروني [email protected] يسعدنا استقبال استشارتكم.
من المفيد أيضاً الاطلاع على: خدمات تقديم طلبات الإفلاس